بنزل لكم قصه قصيييييره عباره عن 7 أجزاء كل يومين جزء أوكي
يله أترككم مع القصه
سلام
*************
زائــــر الليــــــــل
للكاتب: احمد666
- 1 -
وخطوت اول خطوه لي خارج السجن..
خطوة تمنيتها منذ زمن طويل..مشيت بضع خطوات ووقفت استجمع شتات نفسي.. ونظرت خلفي..وتأملت السجن باسواره العاليه واسلاكه الشائكه ...وحراسته المشدده..
تنهدت بقوه...حسبت معها ان قلبي سيقفز خارج صدري..
خلف تلك الاسوار قضيت اتعس سنوات عمري..اتجرع المراره والقهر..تتقاذفني امواج الالم والعذاب..اعيش حياة كئيبه بلا لون ولا طعم...واحساسي بالعجز يقتلني..
عشر سنوات ولا بصيص نور يبدد عتمتها..
وتراقصت صور بلا ملامح..لوجوه اعرفها..وتذكرت ذلك اليوم التعيس..الذي قتلت فيه العداله..وانتحرت الحقيقه على ايد الغدر والخيانه..
هاجتني الذكريات الاليمه بشراسه..ذكرياتي انا ماهي الا مأساة كتبت اسطرها بيد الغدر لتخط بحبر اسود فصول من العذاب والالم... كان حبرها سنين عمري وحريتي واحلامي..
- محمد....
انتشلني ذلك الصوت من احزاني....واعادني من تأملاتي...
ونظرت لصاحب الصوت وهو مقبلا علي....وابتسمت رغم عني ...وانا اتأمله بموده..
ارتمى في حظني...ودفن راسه في صدري ...وبصوت متقطع..
- اخيرا...طلعت!!
ابتسمت بسخريه..
- الحمد لله ربك سهل وطلعنا....
ربت على كتفي بود...
- الحمد لله على سلامتك...
- الله يسلمك...اشلونك؟؟ وكيف ابوي؟؟ وو
قاطعني وهو يمسك بيدي...
-كلنا بخير...عمي وسلمى واريج...كلهم مشتاقين لك..
امسكت بيده واوقفته بعنف...
- قلت لهم عن موعد طلعتي؟
-لا تطمن ما احد يدري..لكن اتصل قبل ما تروح..اخاف احد يجيه سكته قلبيه..وينقلب الفرح حزن..
عندما وصلنا لسياره فتح لي باب السائق...
- تفضل طال عمرك...
تجاوزته متجها لمقعد المجاور للسائق..
-سق انت..
- اوكيه.... دع القياده لنا وتمتع بالراحه..
بعد ما ركبت رحت اتأمل يوسف ابن عمي واخو زوجتي..يصغرني بعامين..هو الوحيد الذي لم يتخلى عني وقت محنتي..رغم انه كاد ان يفقد عمله بسببي..
- نور الرياض والله..
جأني صوته..
رددت عليه بصوت ساخر
-للي يسمعك يقول مسافر..ترى حتى انا كنت في الرياض..اتنفس هواها..وامشى على ارضها...تصدق..ما ادري ليش توقعت اول ما اطلع من السجن ارفع يدي اغطي عيني من نور الشمس كأني كنت مسجون تحت الارض..الظاهر متأثر بافلام ابيض واسود..
قاطعني يوسف بصوت مازح
- بخصوص يدك اللي بتحطها على عيونك...عاد انا توقعت تحطها على راسك من المطر.
رفع بصره الى السماء وهو يتأمل السماء الملبده بالغيوم..
- لكن الظاهر النشره الجويه ما عندهم سالفه....ما علينا...الله يا محمد لو تشوف اريج..
قاطعته بلهفه لم احاول ان اخفيها
- كبرت؟
رد ممازحا
- العرسان طوابير ...وانت تقول كبرت...وام اريج ما ودك تسأل عنها؟!!!
-اشلونها سلمى؟؟
-بخير...كانت دايم تتمنى تزورك لكن انت الله يهديك ترفض..
-كنت اكلمها تلفون...وصدقني ما كنت احب اتعبها..
واشحت بناظري الي الجهة الاخرى..وتذكرت مكالماتي المتقطعه لها..والتي ما تخلو من طلبها الدائم رؤيتي..وهو ما كنت ارفض رفضا قاطعا..لا اعلم ربما هو كبريائي الذي كان يجبرني على رفض زيارتها رغم شوقي حتى لا تراني في لحظات ضعفي وهواني...وقمة انكساري..او كنت احاول ان اجنبها المضايقات التي كانت ستواجه عند زيارتي....واللحظات الصعبه التي ستقضيها بعد انتهـاء الزياره..
- محمد...اكلمك...
انتبهت على صوت يوسف...
- كنت سرحان شوي...
- قل شويات....المهم...عندي دوام اللحين...اوصلك
قاطعته
-لاء...رح للمطار...وانا ادل البيت..
-معقوله...ترى مر عشر سنين..
- انت رح المطار وما عليك...
اطاعني واتجه للمطار..
المطار!!!!
كلمة اثارت شجوني....اللتفت اليه وبنظرات كلها اسف..
- يوسف ....
قاطعني كعادته كلما ذكرته بالماضي..
- ياربي بتبدى الموال....تكفى خلني ادوام وانا رايق...محمد انسى ياخوي وابدا صفحه جديده..
زفرت بألم..
انسى...وكيف انسى؟!!
النسيان نعمه يبدواني حرمت منها....
كيف انسى!!
هل انسى امي اللي ماتت كمدا وحزنا علي وانا في السجن؟!!
انسى زهرة شبابي التي ذبلت!!
انسى احلامي اللي اغتيلت!!
وامنياتي التي سحقت !!
والعار اللي الحق بي وبكل فرد في عايلتي!!
صعب انسى ...
وان نسيت فسأجد من يذكرني!!!
- الظاهر ما انت معي...
اعادني صوت يوسف للواقع..
كنا وصلنا للمطار..نزلت من السياره لاودعه.. وبعد ما اختفى عن نظري ودخل المطار ركبت السياره..كنت غير مستعد نفسيا للعوده للبيت..واتجهت لحينا القديم.. رغم التغير والتقدم الهائل الا انني لم اجد صعوبه في الوصول للحي القديم..
جبت انحاء الحي...وانا اجتر الذكريات..
كنت مثل أي مسافر عاد لوطنه...لكن سفري كان قسري..
السفر!!!!
كانت بداية مأساتي السفر....كنت سعيدا وانا اوضب حقيبة السفر...بعد امتناع سلمى عن مساعدتي..لازلت اتذكر ذلك اليوم السعيد ...كانت جالسه على طرف السرير عابسة الوجه تعض على شفتيها بغيض..
- مصمم على السفر...
ابتسمت عندما شعرت انها تحاول تكتم غضبها...وتضبط اعصابها...
- كلها عشره ايام وراجع...ليش هالزعل كله !!...و
قاطعتني بعنف...
- اصلا انت اناني...
وبرود قاتل رددت عليها
- انا !! حرام ليش تظلميني..
شدت نفسا عميقا...
- ما فكرت فيني...حامل .... ...وامك وابوك بعد محتاجينك..كلنا محتاجينك يامحمد...
- حتى انا والله مااستغني عن وجودكم وغيابي مارح يطول..
لم اكمل عندما سمعت ارتطام الباب معلنا خروجها غاضبه من الحجره..
- لو سمحت...
اعادني ذلك الصوت الطفولي للواقع..كنت اقف عند الاشاره..وولد في العاشره من عمره...يمد يده باستجداء...منظره اثار استغرابي لاني رأيت طفل آخر خلف سيارتي يكلم سائق اخر..
منظر لم اتعوده قبل دخولي السجن....مددت له يدي بورقه نقديه فئة عشرة ريالات..
وبسبب نظراته المستخفه سحبت العشره من يده التي لازلت ممدوه ...
لا يستحقها بالتأكيد..
فتح الضوء الاخضر...ومشيت...لكن لم انسى نظرات الطفل المستخفه..
نظرات!!!!
اجل تذكرت نظرات ياسر الستخفه..ومحاولاته التقليل من كل من هو اقل منه..وهو مالم اقبله على نفسي فكنت انا وهو في صدام دائم..
كان وقح مغرور...مستهتر بالاخرين..كل مااكره من صفات تجسدت في شخصه..
صدمت عندما علمت باامر سفره معنا...ولوعلمت مسبقا لما سافرت...
ولولا اصرار بدر ونواف لما سافرت...
قضيت ليال طويله وانا ماانفك افكر..فيمن كان خلف تلك التهمه التي الصقت بي...وبعد تفكير عميق وطويل لم اجد غير ياسر...
اجل هو بالتأكيد خلف التهمه التي الصقت بي..
على صوت انحراف السياره التي امامي تنبهت..عندما سمعت شتائم السائق في تلك السياره علمت اني بسبب سرحاني وشرودي كدت اتسبب بحادث اليم ..
اوقفت السياره على جانب الطريق... ...الشمس انحرفت للمغيب..
واخذ المطر يتساقط..اخذت نفسا عميق...كم احب رائحة المطر...دائما تذكرني رائحته بقريتنا الصغيره مرتع الصبا والطفوله.......
اخترت ان اقف تحت المطر لاثبت لنفسي اني حر...ولي حق الاختيار...
مضى الوقت سريعا...وانا بين حنين للماضي..وخوف من المستقبل...ومشاعر شتى تجتاحني...غضبا...وحقد ...وخوف ...
وفي منتصف الليل وصلت لمنزلي ... ولم اتصل كما وعدت يوسف لاخبرهم بموعد خروجي.. تأخرت عن قصد لعلم ان والدي ينام مبكرا..وكنت اؤجل رؤيته..فتحت الباب بمفتاح اعطاني اياه يوسف...وتسللت لداخل المنزل ..
كنت اعلم ان دخولي في منتصف الليل لبيتي غير مأمون النتائج لكن لم اقاوم الرغبه التي تلح في داخلي... في منتصف الصاله كنت اتلمس الحائط بحثا عن زر الكهرباء.. وفوجئت بنور يملأ الصاله..وسمعت صوت بكاء خافت..التفت للخلف ..لأراها..
كانت واقفه ..بوجه غطته الدموع...عندما رأيتها على تلك الحاله علمت ان يوسف اخبرها بخروجي..
نظرت اليها بحب..عشر سنوات مرت...حرمت رؤيتها...في اقل من ثوان تفحصتها وانا لم ازل واقفا في مكاني...جعلتها السنوات اكثر انوثة وجمالا...كما هي دائما رأيتها هالة من نور تسطع في ظلمة حياتي..
جاءت الي...ورمت نفسها على صدري وغرقت في بحر من الدموع..